ماهية الاستثمار

   

يعتبر الاستثمار من أهم أنواع الأنشطة الاقتصادية التي تعتمد عليها الدول من أجل النهوض باقتصاداتها، وأصبح الاستثمار الأجنبي و المتمثل في التدفقات الاجنبية لرؤوس الأموال الداخلة و الخارجة من وإلى دولة ما في الاقتصاد المعاصر من مصادر التمويل الهامة لمشاريع التنمية وبالذات في الدول النامية.

في البداية يجب التفرقة بين الاستثمار والادخار، اذ يعرف الادخار بأنه الاستهلاك المضحى به، حين أن الاستثمار يقتصر عادة على الاستثمار الذي يترتب عليه زيادة فعلية في الناتج القومي في المستقبل.

ومن هذا المنطلق يمكن أن يعرف الاستثمار بأنه التعامل بالأموال للحصول على الأرباح وذلك بالتخلي عنها في لحظة غينة ولفترة زمنية محددة، بقصد الحصول على تدفقات مالية مستقبلية.

وفي تعريف آخر يعتبر الاستثمار "عملية الانفاق الرأسمالي في مشروع ما بغرض تحقيق نمو (أرباح) أو زيادة في المبلغ المستثمر، وهو النشاط الذي تنتظر المؤسسة من وراءه زيادة لقوتها وقدرتها، بحيث يقوم متخذ القرار بتوظيف رأسمال حالي، مقابل مداخيل وعوائد يأمل الحصول عليها مستقبلا.

 

   وكذا يجب التفريق بين الاستثمار والمضاربة وذلك بإدخال متغير جديد يفصل بينهما ألا وهو المقامرة، حيث أن في القمار يقبل المراهن درجة عالية جدا من المخاطرة أو حتى غير محدودة حيث لا يمكن أن نعتبره مستثمر، وفي جانب آخر الاستثمار الفعلي يتطلب فقط استعداده لتحمل درجة معقولة من المخاطرة أملا في الحصول على عائد معقول يتمثل غالبا في صورة ارباح إيراديه هي توزيعات السهم أو كبون السند إذا أخذنا الاستثمار في سوق الاوراق المالية كمثال. أما المضربة تحتل مركزا وسطا بين المقامرة والاستثمار، ونبقى في سوق الأوراق المالية حيث تتطلب المضاربة استعداد المستثمر لتحمل درجة عالية من المخاطرة أملا في الحصول على عوائد مرتفعة تنتج عن التقلبات المتوقعة في الأسعار السقية للأوراق المالية. فالمضارب يكون مقامرا اذا قبل تحمل مخاطرة تتعدى الحدود المعقولة للاستثمار، أما اذا كان مضاربا محترفا فسيبني معاملاته على تنبؤات محسوبة بعكس المقامرة التي تعتمد على مجر لعبة حظ.

15:13